الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٨

جنـــــــة الروائــــــــع





.
.
مزاج مدونتي اليوم قصة ستعرفون مغزاها بنهايتها إن كان لها نهاية





في سالف العصر والزمان كان هناك غابة من نوع مختلف !
كانت الحيوانات التي تسكن تلك الغابة تبدو في مظهرها كحيوانات الغابات الأخرى ولكن في الحقيقة تلك الحيوانات مختلفة جداً في اتجاهاتها وسلوكها الذي غلب عليه التحضر والثقافة !
نعم كانت تلك الحيوانات تقدر أهمية الاطلاع وقراءة الكتب كي ترفع من مستواها الحيواني الهمجي إلى مستوى راقي يتيح لها الحياة بشكل افضل ...
كان ملك تلك الغابة أسد شديد الدهاء والمكر ! حكم الغابة بذكائه وفطنته ولم يستخدم قوته قط لإجبار أحد على الالتزام بقوانينه !






كان فقط يطرد من يتعدى بشكل واضح على تلك القوانين التي كتبها بماء الذهب وعلّقها على بوابة الغابة !
ولأنه يكره أن يطبق تلك القوانين بنفسه فلديه ماهو أهم لعمله عيّن حاشيةً اختارها بعناية كي تقوم بمهام الطرد والعقاب واستتباب الأمن في الغابة حرصا على سلامته النفسية وحفاظاً على وقته الثمين !




اختار وزيرا اشتهر بعدله كي يقوم هو بكل تلك المهام وبقي هو في مقاعد المتفرجين يكتفي فقط بدراسة الأوضاع عن بعد . كان طموحاً جداً يتمنى أن تكون غابته لؤلؤةً مكنونةً في بحر الغابات المجاورة تشع تميّزا وروعة ...
لذا عكف على قراءة الكتب التي لم تكن الحيوانات لتنظر إليها أو تقرأها في ظل الحياة البهيمية التي كانت تغلب تفكير الكثير هناك ...



وبعد دراسة عميقة قرر ذلك الأسد أن يكون له سوقاً ثقافياً كبيراً يجتمع فيه أهل الغابة أسبوعيا وأسماه جنة الروائع ...
هذا السوق مفتوح للجميع دون استثناء يرتاده من بداخل الغابة أو خارجها المهم أن يكون مبدعاً في أحد المجالين:



الرسم بالكلمات أو الألوان !

فاذا اعجبه انتاج اي حيوان قام بكتابته بماء الذهب على لوح من افخر انواع اخشاب الغابة وعلّقه في سوق الروائع حتى يتسنى للجميع قراءته !
ذلك السوق بلغ صيته انحاء البلاد المجاورة فأسرعت إليه الحيوانات المميزة والمبدعة لتشارك في كتابة روائعه ...






أصبحت تلك الغابة بعد فترة من افتتاح ذلك السوق ملاذا لكل حيوان مبدع يريد السمو في عالم الأدب والبلاغة بعيداً عن حياته الحيوانية اليومية التي تعيشها معظم الحيوانات في سبيل البقاء ..





وكانت قوانين الغابة تحمي سكانها من أي دخيل يمكن أن يهدد أمن أو راحة أحد الحيوانات هناك !


فترى الغزلان بجانب الضباع والأسود دون خوف من افتراسها بل تجدهم أحياناً يتجاذبون أطراف الحديث في سكينة واطمئنان …





ففي هذه الغابة لا يفكر أحد بالطعام والشراب وغيرها من الملذات


التفكير ينصب فقط على حب الأدب وسحر البيان وجمال العبارة ! من أراد أن يمارس حياته الحيوانية من قتل أو اغتصاب فعليه الخروج بعيدا فلا مكان له في غابة البلاغة والحكمة … ساعد في ذلك أن الوزير كان يطبق تلك القوانين دون أي رحمة حتى أصبحت الغابة مضرب الأمثال في الأمان والسكينة فصرف سكان الغابة أوقاتهم في القراءة والكتابة والاطلاع …





سمع أحد الحمير المثقفين في غابة أخرى عن تلك الغابة العجيبة الغريبة ! وتذكر معشر الحمير المنتمي إليهم ومدى غبائهم ! فاحمر وجهه من القهر ! لقد كان مميزاً بلا شك ببلاغته وفصاحته ولكن بالمقابل كانت طباعه عنيفة شرسة فهو سريع الغضب بشكل يجعله يتصرف بحمق أحيانا !





نعم ذلك الحمار ممكن أن يتحول ببساطة إلى كائن مدمر شرس يرفس ويزمجر ويرتفع صوته بنهيق مزعج إذا غضب !


لقد فشل كثيرا في تهذيب طباعه تلك رغم أنه عكف على قراءة الكثير من الكتب التي تعالج الغضب والتوتر وتوضح كيفية السيطرة على تلك الانفعالات ولكن دون فائدة


في كل مرة يُستثار من أي شيء يتحول إلى حمار بمعنى الكلمة ! أخيراً قرر قراراً لا رجعة فيه الذهاب الى تلك الغابة فمعشر الحمير المنتمي إليهم حمير فعلا لم يقدروه التقدير الذي يليق بحموريته ! وفي أحد الأيام خرج من غابته ليلاً دون أن يراه أحد ومع آخر نظرة له على موطنه الأصلي بصق بقوة على الأرض وادار ظهره ورحل ...








يتبع .......




منقول للفائدة

هناك ٧ تعليقات:

enter-q8 يقول...

متابع

BenTBonD يقول...

مادري ليش حسيت انك تتكلم عن المدونيين والمدونة
المدونيين من خلال كلمة حيوان لان الانسان حيوان
والمدونة من خلال كلمة الغابة وسوق الروائع والكتب

ان شاء الله يكون لها نهاية عشان توصل المعلومة عدل

ملاحـظـة يقول...

بسرعة الجزء الثاني
لاني اندمجت وايد
:)

الدســتور يقول...

وكانت قوانين الغابة تحمي سكانها من أي دخيل

هذي عنصرية واعتبرها من الظواهر السلبية

غير معرف يقول...

متابعة

اختك / من لا تحب الإنتظار

Kuwait يقول...

@@
ناطره الجزء الثاني عشان اعرف اخرتها

. . . ساخر كويتي يقول...

اهلين خالد ==> شكرا للمتابعة

بنت بوند ==> تابعي وسوف تتوضج امور كثيرة في الحلقة القادمة

ملاحظة ==> الياي أحلى بعد :)

ابو الدستور ==> هههههههههههه هلوة منك

مناير ==> شكرا للمتابعة

بنت الكويت ==> تابعينا

تحياتي للجميع