الخميس، ٣٠ أكتوبر ٢٠٠٨

جنــــة الروائـــــع 4



أشكر المتابعين والمشجعين لاكمال القصة وأشكر كل من علق على البوست السابق


وها أنذا أضع لكم الجزء الرابع بين ايديكم ...



كانت مجموعة متفردة حقاً استطاع شمشون بكل ذكاء ودهاء الاستفادة من إيجابيات الجميع بطريقة رائعة وإن كانت زمام الأمور تفلت أحياناً من بين يديه ! حينها يتدخل الفيل فهمان اليد اليمنى للأسد بكل قوة وحزم للحد من تطور الأمور إلى الأسوأ ..

أما القطة المدللة ياسمينه فكانت هادئة غالباً



لا تُظهِر مخالبها إلا في حالات خاصة كتعدي أحد الحيوانات بشكل سافر على قوانين الغابة ! لم تكن شخصية قوية بل كانت شخصية مزاجية إلى أبعد الحدود لا تتدخل إلا في الكوارث أو المصائب فهي عادة مشغولة بتصفيف شعرها أو بحياكة فستان جديد عند القرد مرشد خيّاط الغابة أو بطلاء أظافرها بطلاء مخالب وردي رغم حبها لدرجات اللون الأحمر ولكنها نزولاً على قانون منع اللون الأحمر الذي يثير جنون الثور متمرد أقلعت عن استخدامه على مضض !

لم يكن فهمان راضي عن ياسمينه تماما ولكن نزولاً على طلب شمشون تم تعيينها في وظيفة أحد مساعديه فوالدتها اللبوة بلبلة من أقرباء الأسد شمشون لذا قرر فهمان عدم جدال الأسد في تعينها كأحد مساعديه فلربما يرى ذلك الأسد الماكر شيئا في تلك القطة هو لا يراه .. لكنه سعد كثيراً بتعيين الصقر الجارح راشد الذي كان ساعده الأيمن في كل شيء خاصة عند انشغاله هو بأمور الغابة الأخرى ...

كان الصقر راشد مثال رائع للفطنة وحسن الإدارة في أغلب الأمور لا يأخذه في الحق لومة لائم ! كما كانت لديه قدرة غريبة على الاعتراف بالخطأ بدون خجل وتصحيحه إذا أمكن ولم تكن تلك الميزة النادرة في الجنس الحيواني لتخفى عن شمشون ابداً فقد كان اعجابه بذلك الصقر يزيد يوما عن يوم ..

يرقب شمشون الجميع عادةً بعينين نص مغمضتين معطياً انطباعاً أنه أبعد ما يكون عن الحدث ! في حين أنه أقرب من يكون إلى قلب الأحداث في الغابة ! كان يبتسم دائماً في سخرية و كسل عندما يتذكر حيوانات الغابة وهي تنظر إليه خلسة ولديها انطباع أنه يغط في نوم عميق بينما هو العكس تماما متقد الذهن يرى كل شيء بعينيه اللماحتين و المغمضتين في الوقت نفسه ! في الحقيقة لم يكن ليأبه إطلاقاً بما يقوله عنه البعض يكفيه فقط أنه قد حقق إنجازاً هاماً بإقامة تلك الجنة الرائعة التي ستخّلد ذكراه إلى أمد بعيد .. إنه حقاً أجمل إرث يتركه لشبله الصغير أسامة ...

في يوم الأحد المعهود فُتحت أبواب جنة الروائع لكل ضيوف الغابة وسكانها .. دخل الجميع هناك في أبهى حلة وأجمل منظر حتى الخنزير النتن مرتضى تعوّد أن يدخل هناك وهو نظيف تماماً بعد أن طرده الفيل فهمان عدة مرات من جراء تبليغات الحيوانات عن رائحته الكريهة والمقززة !
ذهبت الحيوانات في اتجاهات مختلفة في الجنة كل حسب ميوله فهناك من ذهب قسم الرسومات وهناك من ذهب قسم الشعر وغيرها من الأقسام المتعددة في الجنة ... ثم بعدها وفي الوقت المحدد لجمع الناس حول مسرح الروائع بدأت العصافير تغرد بأصوات جميلة يقودها البلبل صدّاح ليشدو بصوت مؤثر السلام الخاص بجنة الروائع داعياً فيه جميع الضيوف الالتفاف حول المسرح في الجنة .. اجتمعت الحيوانات على أرض المسرح الكبيرة للاستماع إلى المتقدمين والمتسابقين من الحيوانات على الروائع ...



دخل الأسد شمشون وحوله الوزير ومساعديه وجملة من الحراس الى المنصة اليمنى بعد أن شوّح بيديه الكريمتين للحيوانات فتعالت هتافات مرحبة ومهللة بقدوم الأسد والفيل ...




على الجانب الأيسر دخلت اللجنة الخاصة باختيار الروائع ليجلس كل منهم على مقعد خاص به وأثناء دخول الحمل نعسان انطلقت صافرات اعجاب قوية وفي وقت واحد لشلة نسانيس في مقتبل العمر تعبر عن اعجابها وهيمانها بذلك الحَمَل الوديع ...

لم يتمالك الثعلب بدر نفسه من الضحك وقال لنعسان : دمت لنسانيس حَمَلاً جميلاً .. ابتسم الحَمَل فبانت أسنانه البيضاء مما زاد من جماله بعد أن ارتخت عيناه خجلاً وقال : يال تفاهة النسانيس دائما تحرجني بلا داعي ! تدخلت سلطانة لتقول بغيرة وقرف فقد كانت تخفي غرامها بنعسان : لو أنك كنت أكثر حزماً في التعامل معهن لما كانت هذه النتيجة !

نظر الضبع سالم بغيظ لنعسان وهو يسمع الصفير فقد تمنى دائماً أن تكون له نصف معجباته وكم تساءل في نفسه لماذا لا تعجب به الإناث مثل الآخرين خاصة نعسان ! أما الطاووس محروس فقد كان في قمة التكبر والخيلاء خاصة أنه يعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أنه المقصود بالصفير حتماً فلم يكن ليرى حقيقة الأمر لأن رأسه دائما مرفوع الى الأعلى !

دخل متمرد بتردد كان أكثر المجموعة قلقاً لأنه يخشى أن يكون هناك ضيوفاً يرتدون اللون الأحمر من خارج الغابة ولا يعلمون عن منع ذلك اللون في الجنة ! أما الكلب شعبان فكان يدخل الى المنصة بفم مفتوح تخرج منه كميات كبيرة من لعابه نتيجة الإثارة التي يشعر بها فلم يكن ليحلم ابداً أنه يوماً ما سيكون من أعضاء لجنة الروائع ...


بدأت مراسم افتتاح حفل الروائع وبدأ المتقدمون يتناوبون في عرض مواهبهم الأدبية والفنية !

يتخلل تلك الفقرات استراحة مع أحد مبدعين الجنة الذين تَم دمغهم بعلامة الجودة وهو ختم خاص يستخدمه الأسد شمشون لتمييز المبدعين في الجنة كل على حسب ميوله ! أول استراحة كانت مع الخروف مخلوف أحد الأسماء المشهورة في الجنة ! فهو كاتب وناقد مميز من كثرة إعجاب الحيونات به ومديحهم له أصابه غرور شديد كان يشعر به أغلب ضيوف الغابة فقد اعتاد أن يحيط نفسه بهالة من العظمة والشموخ البعض لا يرى لها مبرر رغم موهبته لأن الغرور آفة المواهب في نظرهم ! حتى أنه عندما يمر على بعض معلّقات الغابة يكتب بكل فخر على الأوراق المثبته تحتها والخاصة بتعليق الزوار ( مآآآآآء من الخروف مخلوف ) وكأنه يمنح كاتب المعلقة بركة مروره !

كان شمشون يحترم موهبة مخلوف ويقدرها وفكّر ملياً كيف يمكن أن يستغل تلك الموهبة في شيء يفيد الغابة لذا عيّنه نائباً للذئب عساس أمين عام مكتبة غابة البلاغة ولم يكتفي بذلك بل جعله مسؤولاً بالنيابة عن الصحيفة الثقافية الأولى في الغابة ! وهي صحيفة دورية يتم طباعتها كل شهر وتوزع في الغابة على الحيوانات لقراءة كل ما هو جديد ومفيد سواء كان ذلك من المعلقات الجديدة في جنة البلاغة أو من إنتاج الحيوانات في الغابات الأخرى !اسوأ صفات مخلوف كانت ضعفه أمام الجنس الآخر ورغم ذلك كان يحاول قدر الإمكان تجنب فضح تلك الصفة فيه بتعاليه بشكل واضح على الجميع !

كان معجباً بشكل كبير بالبغبغاء سلطانة فهي الوحيدة التي لا يستطيع معها لبس قناع اللامبالاة الذي يرتديه دائماً حتى لا يُفضح أمره فيقلل ذلك من مكانته في الغابة والحقيقة أن سلطانة كانت أبعد ما تكون عن التفكير في مخلوف وهي تتذوق الأمرين من حبها لنعسان المنشغل بنسانيسه ! وقف مخلوف في وسط المسرح ليقدم استراحة شعرية شعبية قصيرة :

شفت عنـزة حلـوة مـالـها بهالدنيـا مثيـل سلبت قلبـي وعقـلي وتمنيت أكون لـها حليل سألت عنها قالوا تراهـا من بيت نعـاج أصيـل

قلت لصديقي الخيل بخطبها فرح وهرانـي صـهيل خطبتها من أبوها بكى وقال يا وليدي حظـك قليل ترى بنيتي شمّـا مريضة من زمان وقلبـها عليل وانت يا مخيليف أصيل ومثلك ما نلقى ابـد حليل لكن الشكوى لله شمّـا في هالدنيـا أيامـها قليل

كانت طريقة إلقاء مخلوف للقصيدة جداً مؤثر وانهى قصيدته بصوت مرتجف وعينين دامعتين وسط تصفيق حاد من جميع من في الغابة وكلمة رائع كانت تسمع من جميع الاتجاهات !

لم يكد مخلوف ينهي قصيدته الحزينة حتى تصاعد نباح هستيري من الكلب شعبان بشكل قوي جداً معبراً فيه عن اعجابه الشديد بالقصيدة ! كان يحرك رأسه في كل الاتجاهات بقوة لينثر لعابه المقزز في كل مكان على المسرح ! سقطت سلطانة مغشياً عليها عندما لامس جناحيها شيء من لعاب شعبان المقرف وراعت أن تسقط باتجاه نعسان !

لم يتمالك الضبع سالم نفسه من الضحك وهو يرى منظر سلطانة والكلب فأصابته نوبة من الضحك المتواصل الذي نتج عنه كميات من الغازات المسيّلة للدموع فقد أفرط من أكل العدس الليلة السابقة !

فقد الثعلب بدر هدوء أعصابه وصرخ بأعلى صوته : أيها الحقير النتن كم أنت غبي أيها الكلب البشع !كانت اللجنة في وضع لا تحسد عليه فعلاً ! أمر الفيل بإغلاق ستارة المسرح فوراً ليطير الصقر كالبرق منفذاً الأمر ...توجه الأسد وهو يكاد يتميز من الغيظ الى الكلب شعبان ولطمه على وجهه وقال : يجدر بك أن تهدأ الآن ورسم بعدها ابتسامة صفراء في محاولة منه أن لا يخسر الكلب بعد تلقينه درساً لن ينساه ...

يـتــبـــع ...



منقول للفائدة

هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...

متابعه:)

غير معرف يقول...

شرايك باسمي الجديد ؟

why me يقول...

متابعه



وناسه

BenTBonD يقول...

ههههههههههههه ضحكتني الاحداث اللي صارت
ناطرين

. . . ساخر كويتي يقول...

من لا تحب الانتظار ==> مبروك النيك اليديد( وايد احسن ) وشكرا للمتابعة

why me ==> عساج دايما مستانسة وشكرا للمتابعة

بنت بوند ==> والقادم اكثر هع هع وشكرا للمتابعة

تحياتي

الزين يقول...

لووووووووووووول

لم املك الا ان اقهقه

وربي القصه فيها تشااااااااااابه يابني من عالم المدونات

انت خطير

:)