الأربعاء، ٥ نوفمبر ٢٠٠٨

جنـــة الروائــــع الحلقة 7 وقبل الاخيرة


فتحت أبواب الجنة باكرا وكالعادة زيّنت بالزهور وأطواق الياسمين وبدأت الحيوانات تتوافد على الجنة تباعاً .. انبهر شمسان بجمال الجنّة الأخاذ وأول مكان توجه إليه كان ركن رائعة جواد الذي يحوي لوح خشبي ضخم محفور عليه ألف بيت من الشعر بالذهب في وصف غابة جواد وجمالها الباهر !


زاد حقد شمسان على الخيل جواد فالأخير بلا شك شاعر مبدع يصعب حتى على اعدائه إنكار موهبته الفذة ! لذا قرر أن تكون نصوصه بعيدة عن الشعر التقليدي الذي يمكن أن يبدع فيه حيواناً مثل جواد وقرر أن يكون له أسلوبه الخاص المميز الغير مسبوق من قبل ! تقدم بنصه إلى مكان استقبال نصوص الحيوانات ثم ذهب بعدها للتجول في الجنة ورؤية ما فيها من روائع !
أما غرام فحمد الله أنه لم يقدم أي نص خاص به واكتفى بالتنقل بين الروائع والتركيز في النصوص التي سيلقيها المتقدمون ليتعلم منها قبل أن يكتب أي شئ يخصه ويلقيه على خشبة المسرح !


ابتسمت البطة كوكا وهي تتخيل فرح نعسان عندما يستلم هديتها الثمينة فقد رَشَت إحدى نسانيس الغابة بقطعة حلوى من الموز المسكر حتى تقوم الأخيرة بوضع هديتها الثمينة على كرسي نعسان في المنصة الخاصة بلجنة الروائع ! كانت كوكا صديقة وفية جداً لنعسان تعرفت عليه في الفترة الأخيرة عندما قررت الإقامة في الغابة ! كانت معروفة بدقتها وجمال لوحاتها الفنية التي دائماً ما تلقى المديح والثناء من الجميع ! وكان نعسان بحكم وجوده في لجنة الروائع لا يبخل عليها بأي نصيحة ممكن أن تساعدها لزيادة روعة ما تقدمه في الجنة !


أعطت الهدية لإحدى النسانيس بعد أن أشارت لها على كرسي نعسان كي تضعها عليه قبل دخول لجنة الروائع إلى المسرح ! كان قلبها يخفق بقوة فقد كانت معجبة جداً بأسلوب نعسان الحضاري وتعامله اللطيف مع الجميع وتمنت من كل قلبها أن يعجب نعسان بهديتها التي انتقتها بعناية كبيرة !


جاء موعد افتتاح مسرح الروائع فصدح البلبل وفرقته بالسلام الخاص بجنة الروائع كي يدعو الجميع للذهاب باتجاه المسرح ..
دخل شمشون كعادته برفقة وزيره ومساعديه الصقر والقطة ثم دخلت بعده لجنة الروائع إلى المنصة المقابلة وعلى رأسها الضبع سالم ..
وجد الثور متمرد علبه على كرسيه فتلفت يميناً ويساراً لعله يجد من وضعها فلم يرى شيئاً عندها قام بفتح العلبة وهو سعيد ! وفجأة تغيرت ملامح وجهه ورمى تلك العلبة بشكل قوي ليصدر عن ارتطامها صوت قوي جداً وهاج بشكل أخاف الجميع بمن فيهم شمشون نفسه ! انطلق الفيل فهمان باتجاهه فقد كان أقوى الجميع جسدياً لتهدئة الثور وطلب كعادته من الصقر إغلاق الستارة فقد كان يطلب ذلك وقت حدوث أي خلل على المسرح حتى يتم السيطرة عليه !
كان الثور في غاية الغضب وحاول مرتين أن ينطح الفيل ولكن الأخير استطاع أن يبطحه أرضاً وأن يجلس فوقه في محاولة منه للحد من حركته !


عادة يستخدم شمشون في تلك الحالات التي يهيج فيها الثور بعض الأعشاب المهدئة التي يحتفظ بها في خزانة خاصة قريبة من المسرح فما كان منه إلا أن طلب من القطة ياسمينه أن تأتي ببعض منها لإعطائها لذلك الثور الهائج كما طلب من الضبع سالم التحقيق في تلك الوقعة لمعرفة ماذا أصاب الثور !


ذهبت القطة باتجاه الخزانة لفتحها وهي تقوم بذلك كسرت أحد مخالبها الطويلة ! لعنت ياسمينه بصوت عالي متمرد الذي كان السبب !!! ألا يكفي حرمانها من طلاء مخالبها الأحمر المفضل حتى يُكسر أحد مخالبها بسببه أيضاً !
كره الضبع سالم أن يذهب إلى تلك العلبة التي رماها الثور والتي سببت له الهياج فطلب من بدر أن يذهب ويكشف ما فيها ! نظر بدر إلى سالم بشيء من السخرية فقد كان على علم بشخصية سالم المترددة وتوجه إلى العلبة ليرى ما فيها !
بهدوء رفع العلبة من على الأرض فوجد أن داخلها ورقة حمراء على شكل قلب كبير كتب فيها بخط تفوح منه رائحة أنثوية التالي :

عزيزي نعسان

أحببت فقط أن أهديك هذه القنينة النادرة من الشهد المصفى للذكرى فنحن عادة نهدي الغالي للأغلى ..

كـوكـا


مسكين ذلك الثور الذي يمكن أن يهيج بهذا الشكل لمجرد ورقة حمراء ! هكذا فكر بدر بحزن ونادى نعسان ليعطيه العلبة فهي تخصه وذهب باتجاه سالم ليحكي له القصة !

طلب الأسد من بعض حراسه اصطحاب متمرد إلى حظيرته في الغابة والبقاء معه حتى يخلد إلى النوم بعد أن تناول الأعشاب المهدئة التي أحضرتها ياسمينه !

ثم أمر بفتح ستارة المسرح المغلقة ليبدأ عرض الفقرات المحددة على مسرح الروائع !


جاء موعد الاستراحة الأولى بعد عدة فقرات قدمها الحضور وكانت من نصيب الفنانة الاستعراضية لولا التي استطاع نجمها أن يلمع في سماء الفن في فترة قصيرة جدا فقد كانت راقصة من الدرجة الأولى!
في الواقع لا يستطيع أي حيوان إنكار موهبتها الفذة التي تظهر في حركاتها الإيقاعية المدروسة هذا بالإضافة إلى دقتها في اختيار أزياء الرقص التي تحرص على ارتداء أفضل وأجود أنواعها ! كانت تقضي ساعات طويلة في اختيار ألوان وطرق تطريز تلك الأزياء حتى أنها في كل مره تبتكر بحسها الفني الزي المناسب لكل رقصة خاصة بها !


كانت الحية لولا من أكثر الراقصات شهرة على الإطلاق بسبب ملابسها المثيرة وحركاتها المغرية التي يراها البعض فناً يستحق الإشادة والتبجيل ويراه البعض الآخر سماً يفتك بمبادئ العفة والحشمة !


دخلت الحية المسرح وهي ترتدي زي مثير لا يخفي بقدر ما يفضح ! وهي تتمايل على موسيقى فرقتها المرافقة بكل إغراء وغنج ! دخلت وخرجت أكثر من مرة وفي كل مرة تعود بزي مختلف يتناسب مع الرقصة التي تريد عرضها ! أغلب إناث الغابة أبدين امتضاضهن من أسلوب الحية الرخيص في جذب انتباه أغلب ذكور الحيوانات ! أما الذكور فقد سال لعاب اغلبهم خاصة الكلب شعبان الذي أغرق كرسيه بكميات كبيرة من لعابه المقزز !


بين الحضور كان النمر زياد ينظر بشيء من الحسرة وهو يشاهد ذكور الحيوانات واهتمامهم الشديد بملاحظة حركات الراقصة لولا وعلامات الرضا والقبول تعلو وجوههم ! دمعت عيناه وهو يتذكر حلمه باستقطاب اهتمام تلك الحيوانات من أجل قضيته في تحرير أرضه المغتصبة ! كان يحلم بجمع الكثير من الحيوانات كي يكوّن جيش يعود به إلى غابته التي خيم عليها الحزن منذ أمد طويل وسكنتها روائح الدماء وتناثرت فيها جثث الحيوانات من الذكور والإناث الصغار والكبار ! وفكّر بحسرة هل يستطيع في يوم ما لفت أنظارهم وانتباههم كما فعلت تلك الحية !

أخيرا جاءت لحظة شمسان الحاسمة التي خُيّل له انه انتظرها منذ قرون ووجد نفسه على المسرح في فقرته الخاصة التي أخذت منه جهدأً جباراً !

تقدم على خشبة المسرح بكل ثقة وقال بسخرية : كتبت هذا النص الذي أتمنى أن تفهمه الحيوانات هنا !


لؤلؤة البحر !

عشقتـها فعاشـت في بحـر حيـاتي
أحببتـها فاستوطنت داخـل أحشـائي

ما أجملك لؤلؤتي !

لا تـأبهيـن بهيــاج أمـواجــي
ولا تخـافيـن غضـب إعصـاري !

هادئة ساكنة دائما في أعماقي
متألقة وبراقة في كل أحلامي

صلب قوي جـدار صـدفتك
ونــاعم آخــاذ ملمســك !

ما أظلم من يسرقك من بحري !
ويبيعك كأمة لمن يملك ثمنك !

عودي إلي لؤلؤتي !

عودي واتركيهم إلى أحضاني الدافئة !
ونـامي ما شئت فـي محيطـي هانئة


صمت شمسان ينتظر رد الفعل على ما قدمه بشئ من القلق !

لم تكن حيوانات الغابة لديها فكرة عن البحر أو اللؤلؤ ! لذلك لم يستوعب الكثير منهم نص شمسان ! القلة المطلعة فقط هم الذين فهموا ذلك النص الجديد على الجنة من بينهم شمشون الذي قرأ كثيرا في الكتب عن اللؤلؤ والبحر ولم يخطر في باله إطلاقا أن حمارا مثل الذي يقف أمامه يمكن أن يعرف عنها شيئاً !

قطع جدار الصمت الذي خيم على الحضور تصفيق قوي من الأسد شمشون الذي كان يظن البعض أنه يغط في نوم عميق !

كانت هذه إحدى المرات النادرة التي يصفق فيها الأسد لأحد الحيوانات من شدة إعجابه بالنص !




يتبـع...

هناك ٤ تعليقات:

الزين يقول...

منو اللي مألف القصة؟؟؟

Kuwait يقول...

@@
اووووووووووووله وصلنا 7 ؟؟
طافني 6 بعد :\
برب نقرا من الأول حسبي الله على العدو:q

. . . ساخر كويتي يقول...

الزين
مؤلف القصة شخص مااعرف اسمه ولكن عنده nickname اسمه عصا موسى



اهلين بنت الكويت
لا تخافين كل شئ موجود بالمدونة
وفضلت الاسراع بوضع هالجزئين قبل نهاية الاسبوع

تحياتي

BenTBonD يقول...

هل من مزييد؟
ههههه حشاك ضحجني الثور
احسه مو مال احد يطلع معاه هههههه